نافذة جوهاري " الوعى بالذات "
قسَّم العلماء الشَّخصيَّة إلى مناطق من خلال نافذة جوهاري، وهي طريقة حديثة للتَّعرُّف على الذَّات وأبعادها، أعدَّها أو شرحها (جوزيف لوفت) في عام 1969 و(هاري)، وإليك شرح هذه النَّافذة:
تضمَّنت هذه النَّافذة أربعة نماذج خاصَّة للتَّعرُّف على النَّفس، وهي:
1 ـ المنطقة الحُرَّة أو المفتوحة Open Area :
تُسمى المنطقة المكشوفة وتتضمَّن المنطقة الحُرَّة Free Area كلَّ شيء يعرفه الفرد عن نفسه وكذلك الآخرون، أي ما نشترك نحن والآخرون في معرفته عن ذواتنا. وتتضمَّن قيم الفرد، مميِّزاته، شخصيَّته، إدراكه، أو ما أسمِّيه «الظَّاهر».
عموماً، كُلَّما صَغُرت مساحة الذَّات المنفتحة، دلَّت علي ضعف وسوء اتِّصالنا بالآخرين، وكُلَّما كبُرت منطقة النَّشاط الحُرِّ أو منطقة النَّفس الحُرَّة الطَّليقة المُنفَتِحَة استطعْنا أن نعمل سويًّا مع الآخرين بسهولة ويُسر، وتنساب الأفكار والمشاعر، وتتوحَّد الجهود، ويجد كلُّ طرف أنَّه من السَّهل عليه أن يُشارِك .
2 ـ المنطقة العمياء Blind Area :
نحن قد نتحدَّث بطريقة معيَّنة، أو بلهجة معيَّنة، وعلى وجوهنا تعبير ما، نحن لا نرى ذلك التَّعبير، ولكنَّ النَّاس يرونه ويدركونه، وفي واقع الأمر إنَّ سلوكنا يؤثِّر في كيف يرانا النَّاس، وبالتَّالي يؤثِّر في كيفية تعاملهم معنا. يعني ذلك أنَّني أثناء حديثي مع النَّاس قد أُرسل لهم رسائل غير لفظيَّة، مثل حركات اليد والجلسة وتعابير الوجه، وهذه الرَّسائل ستجعلهم يرونني بمنظار ما، ويُقدِّرون أمرًا ما بخصوصي، وقد يخفى الأمر عليَّ؛ لأنَّني لا أرى ما أفعل.
3 ـ المنطقة المخفيَّة أو القناع (Hidden Area):
تتضمَّن ما يعرفه الفرد عن نفسه ولا يُشرك الآخرين في معرفته، لأسباب عُرفيَّة أو أخلاقيَّة أو دينيَّة: أخطاؤنا، أسرارنا، أمنياتنا، نقاط ضعفنا، مخاوفنا... إلخ. أو ما أسمِّيه «الباطن».
4 ـ المنطقة غير المعروفة أو المجهولة (Unknown Area):
تتضمَّن المنطقة غير المعروفة الأشياء الَّتي لا يعرفها الفرد عن نفسه، ولا الآخرون يعرفونها، وهي ما تُفَسِّر سلوكَ بعض الأفراد سلوكًا لايعرفون مُسَبِّباته .كالدوافع اللاشعورية .
الخُلاصة:
كلٌّ مِنَّا لديه هذه النَّوافذ لكن تختلف نِسَب اتِّساعِها من شخص لآخر.
* كلَّما كَبُر الِقسم المفتوح كانت علاقاتُكِ أكبر.
* كلما كَبُر القِسم الخاصُّ كانت علاقاتُكِ ضعيفة.
* كلما كَبُرَتِ البُقعة العمياء؛ فإنَّ ذلك يدُلُّ على عدم تقبُّلِكِ للنَّصيحة من الآخرين وبُعدِهم عنكِ.
* كلَّما كَبُر القسم المجهول كانت خبرَتُكِ بذاتِك وبالعالم من حولك ضعيفة.
كيف تستخدم نافذة جوهارى ؟
استخدام نافذة جوهاري:
هدفك النهائي في استخدام نافذة جوهاري هو توسيع المنطقة المفتوحة. إليكَ كيفية القيام بذلك:
1. حدِّد خصائصك الشخصية:
انظر إلى قائمة الخصائص في الشكل 3 أدناه، ثمَّ تمعَّن في داخلك، واختر الكلمات التي تعتقد أنَّها تصفك بشكلٍ أفضل. بعد ذلك، اطلب من واحدٍ أو أكثر من زملائك اختيار الصفات التي يشعرون أنَّها تصفك بشكلٍ أفصل.
ثمَّ ارسم مخطَّط نافذة جوهاري، واملأ الأرباع كما يلي:
- المنطقة المفتوحة: اكتب فيها الصفات التي اخترتها أنت وزملاؤك.
- المنطقة المخفية: اكتب فيها الصفات التي اخترتها أنت فقط.
- المنطقة العمياء: اكتب فيها الصفات التي اختارها زملاؤك فقط.
- المنطقة المجهولة: اكتب فيها الصفات التي لم يخترها أيٌّ منكم، وهي التي يُطلَب منك مُراعاتها مع زيادة وعيك الذاتي.
ملاحظة: ستختلف النتائج التي تحصل عليها من هذا التمرين، وذلك اعتماداً على من تشاركه بها. على سبيل المثال: إذا كنت تعمل مع فِرَقٍ متعدِّدة، قد تراك مجموعة منهم شخصاً ديناميكياً؛ بينما قد تعتقد الأخرى أنَّك بعيدٌ عن ذلك.
2. حدِّد هدفك:
انظر إلى نافذة جوهاري المملوءة، وفكِّر في كيفية زيادة حجم منطقتك المفتوحة وتقليل حجم الأرباع الأخرى. على سبيل المثال: إذا كنت تميل إلى أن تكون مُتكتِّماً، فقد ترغب بتقليل حجم المنطقة المَخفية؛ أو إذا تفاجأت بما يعتقده زملاؤك فيك، فقد ترغب في التقليل من حجم المنطقة العمياء الخاصَّة بك.
3. انفتح واطلب تغذيةً راجعة:
لتقليل حجم المنطقة المَخفية والمنطقة المجهولة، تحتاج إلى كشف المزيد عن نفسك.
يُعدُّ الإفصاح عن الذات عملية أخذٍ ورَدٍّ لتبادل المعلومات مع أشخاصٍ آخرين، فكُلَّما شاركت أفكارك ومشاعرك وآراءك أكثر، توسَّعت منطقتك المفتوحة بشكلٍ عمودي، وتقلَّصت حجم المنطقة المَخفية، وزادت ثقة الناس بك.
لتقليل حجم المنطقة العمياء أو المجهولة، تحتاج إلى تحسين الوعي الذاتي، وذلك من خلال التماس وقبول التغذية الراجعة. قد يكون هذا أمراً شاقَّاً، ولكنَّ اكتشاف أشياء جديدةٍ عن نفسك يمكن أن يمدَّك بالقوة والمتعة، فعندما يُقدِّم الناس تغذيةً راجعةً عنك وتكون متقبِّلاً لها، تتوسَّع منطقتك المفتوحة أُفقياً، وتصبح منطقتك العمياء أصغر.
إذا كان حجم المنطقة المجهولة يُمثِّل مشكلة، فابحث عن طريقٍ للخروج من منطقة الراحة الخاصة بك. يمكن أن تساعدك مواجهة تحدياتٍ جديدة، واختبار حدودك، والانفتاح على التجارب الجديدة؛ في معرفة مزيدٍ عن مهاراتك وقدراتك.